يعد نجم سهيل، الذي تستبشر بطلوعه العرب بجلاء القيظ وشدة الحر وإقبال الربيع والمطر، من ألمع نجوم السماء، وله عند العرب عدة أسماء منها: «نجم اليمن» و«سهيل اليماني»، وسبب نسبته إلى اليمن؛ كونه يطلع من جهة الجنوب، ويظهر مقابلاً للنجم القطبي الشمالي، وفق إبراهيم الجروان، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك.
ويؤكد الجروان أنه نظراً لوقوع الجزيرة العربية على حدود 12.5 درجة شمالاً، جنوب اليمن، إلى 30 درجة شمالاً عند العراق، ووقوع الإمارات على دائرة عرض 25 درجة شمالاً في المتوسط، وبناءً على الحسابات الفلكية، فإن نجم سهيل اقترن وقت طلوعه بوقت طلوع الشمس في الإمارات، أمس الثلاثاء، ولم تمكن رؤيته في هذا التاريخ أو قبله، ثم يتقدم عن الشمس حتى يصل إلى ارتفاع 5 درجات فوق الأفق الجنوبي عند طلوع الشمس، وهي أقل مسافة عن الشمس للنجم المرئي يوم 24 أغسطس/آب الجاري. ويكون بعد هذا الوقت مرئياً عند الشفق الصباحي قبل طلوع الشمس بمدة لا تقل عن 20 دقيقة؛ وذلك عند أجواء الرصد المثالية.
ويقول الجروان: نجم سهيل عرفه العرب منذ قديم الأزمان، وكان له حضور في أشعارهم وأمثلتهم، كما اعتبر جزءاً من وعيهم المناخي والفلكي؛ إذ حسبوا من خلاله، موعد انكسار شدة الحر، وتغير المناخ نحو الاعتدال.
وتقسم أقدار النجوم المرئية إلى ستة أقدار أوضحها النجوم من القدر الأول، وأخفتها من السادس، وسهيل نجم لامع من القدر الأول وثاني ألمع نجوم السماء بعد الشعرى اليمانية، ويبعد عن الأرض ما يقارب 313 سنة ضوئية.
يستمر وجود سهيل فوق الأفق بالنسبة لمناطق وسط شبه الجزيرة العربية لفترة تقارب ثمانية شهور ونصف الشهر، لمدة تقارب 7 ساعات يومياً.
وحسب الجروان، قد تكون هذه الساعات خلال النهار، فلا يُرى أبداً من بداية مايو/أيار إلى منتصف أغسطس/آب، وقد تكون هذه الساعات أو جزء منها خلال الليل، ففي سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول يشاهد آخر الليل، وفي ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني يشاهد طوال الليل، وفي مارس/آذار وإبريل/نيسان يشاهد أول الليل؛ إذ يتقدم طلوعه وغروبه نحو ساعتين كل شهر. وبسبب موقعه في أقصى الجنوب؛ فإن رؤيته غير ممكنة في البلاد التي تتجاوز دائرة العرض 38 درجة شمالاً، و يكون أقصى ارتفاع له في الإمارات عن الأفق الجنوبي بنحو 13 درجة تقريباً، ويستمر ظهوره حتى نهاية فصل الشتاء في منطقة الجزيرة العربية.
ويشير الجروان إلى أنه مع طلوع نجم سهيل، يبدأ التقويم الخاص بأهل الخليج والمعروف بـ«الدرور» وهو يقسم السنة إلى أربعة أقسام كل منها مئة يوم، «مئة الصفري» أو الخريف، و«مئة الشتاء»، و«مئة الصيف» أو الربيع، و«القيض» وهو وقت شدة الحر، وكل عشرة أيام منها تسمى «در».
وعلى الرغم من الاختلاف في تحديد الموعد الدقيق لطلوع سهيل في عموم الجزيرة العربية وهو بين 15 و25 أغسطس/آب، فإنه اختلاف بسيط لا يقلل من فاعلية التقويم وتطابقه مع حالة الجو والبحر ومواعيد الزرع والحصاد، حسب الجروان.