دبي في 15 أغسطس / وام / أطلقت حكومة دولة الإمارات برنامجاً شاملاً لبناء قدرات وخبرات نخبة الطلاب الإماراتيين في المرحلة الثانوية بالمدارس الحكومية، وتعزيز معرفتهم ووعيهم بآليات عمل الحكومة، وتوجهاتها ورؤاها المستقبلية وبرامجها ومبادراتها التطويرية في مختلف المجالات.
يهدف البرنامج التدريبي الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم بالشراكة مع برنامج قيادات حكومة الإمارات، خلال الإجازة الصيفية، إلى بناء جيل جديد قادر على المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية الشاملة، ودعم الجهود الوطنية لتعزيز ازدهار الدولة خلال الخمسين عاما المقبلة، من خلال تأهيل 100 طالب وطالبة يمثلون نخبة طلاب المرحلة الثانوية بالمدارس الحكومية على مستوى الدولة.
كما يهدف البرنامج لتمكين الطلاب وتعريفهم بآليات العمل الحكومي، ورؤية الدولة وأجندتها الحكومية، وهيكل حكومة دولة الإمارات، ومنهجيتها في التطوير وإعداد السياسات وتنفيذ برامجها، وتهيئتهم للقيام بدور إيجابي في بناء وتشكيل ملامح مستقبل وطنهم وخدمة مجتمعهم في مختلف القطاعات والمجالات، ويقدمه كوادر وخبرات إماراتية من خريجي ومنتسبي برنامج قيادات حكومة الإمارات من مختلف الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية.
وأكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن البرنامج التدريبي الذي تنظمه الوزارة بالتعاون مع برنامج قيادات حكومة الإمارات من المبادرات النوعية والإثرائية للطلبة كونه يهتم في صياغة جيل ملم بأطر وأهداف وأجندة ورؤية الدولة المستقبلية للخمسين عاما المقبلة، من خلال إكسابهم المهارات والمعارف وأدوات البحث والتفكير، لكي يبدعوا ويحسنوا في قيادة دفة عجلة التقدم، والمساهمة الفاعلة في رسم خارطة المستقبل من خلال الطرح المميز والبناء.
وأفاد بأن وزارة التربية والتعليم، حريصة على ربط طالب المدرسة الإماراتية، بمفهوم العمل الحكومي المتكامل بأبعاده المختلفة، وبقائه على تماس مباشر بأفضل الممارسات الحكومية التي تسهم في صقل خبراته وتقربه أكثر من رؤية الدولة وطموحاتها وتطلعاتها، وتيسير المدخل إلى ذلك من خلال هذا البرنامج التدريبي، مشيرا إلى أننا بذلك نعزز لديه المفاهيم العصرية في الإدارة الحكومية، وهو ما يسهم في بناء أجيال قيادية مفكرة، تسهم في وضع التصورات واستنباط الحلول لمختلف التحديات، ونحن نريد تكريس تلك المفاهيم تطبيقيا ونظريا، ما يساعد في تحقيق هدف تربوي مهم، يتمثل في الطالب الناقد والمبدع والمسؤول.
وأوضح أن القيادة الرشيدة تضع ثقتها بالشباب، وتؤمن بقوتهم المحركة في تشييد لبنات المستقبل، وتحرص على تهيئتهم وإعدادهم بصورة مثلى لخوض غمار المستقبل، مشيرا إلى أنه بجانب أهمية تمكينهم من أدوات المعرفة والتسلح بأفضل العلوم، فإن تعزيز قدراتهم في فنون الإدارة واستشراف المستقبل، يسير على خط متواز من خلال جملة من المبادرات الوطنية، وهذا البرنامج التدريبي واحدة منها لتحقيق هذه الغاية، بالنظر إلى مرتكزاته وأهدافه التي تسعى إلى التعريف بآليات ومسرعات عمل الحكومة وأدواتها وتوضيح الخطوات الاستباقية في التعامل مع التحديات الراهنة والمستقبلية، والإلمام بقواعد الإدارة والموجهات الحكومية.
وقال معاليه، إن تحقيق جيل متمكن يسهم في قيادة المرحلة، من أهم الخطوات والممكنات التي نعول عليها لاستمرارية حصد المنجزات، إذ تعد الكفاءات البشرية ثروة وطنية ورأس المال للاستثمار في المستقبل، لافتا إلى أن حكومة دولة الإمارات باتت مرجعية عالمية في الإدارة واتخاذ القرارات والتعامل مع المستجدات بحنكة ورؤية، ما يدل على فعالية النهج الحكومي وأدواته والخطط المتبعة، ما يمنح طلبتنا فرصة ثمينة للغوص عميقا في التجربة الحكومية المتفردة من خلال البرنامج الذي يقدمه خبراء وشخصيات مسؤولة تمتلك من الخبرات والدراية الشيء الكثير.
وذكر أن نجاح العمل المؤسسي مرهون بكفاءة من يتعامل معه، ويستلم مقاليد الإدارة، ويظل التطوير متطلبا ضروريا يحتاج إلى شباب مبدع يفكر خارج الصندوق، وهذا البرنامج من المبادرات المهمة الرامية إلى بناء أجيال قيادية ومؤثرة، تمتلك زمام المبادرة، وقادرة على ترك بصمة في ميادين العمل المختلفة، حتى تبقى الدولة في المقدمة والقفز من نجاح إلى آخر، ومستعدة لكل الاحتمالات والظروف، ولديها إمكانية في التغلب على التحديات، وتحويلها إلى فرص تنبت إنجازات ومكتسبات حقيقية.
من جهتها، أكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل أن قيادة دولة الإمارات تستثمر في الإنسان وتعتبره أساسا للتطوير في كل المجالات، وتؤمن بأهمية دور الكوادر الوطنية في مواصلة مسيرة التنمية وبناء مستقبل الدولة.
وقالت معاليها إن المشاركين في البرنامج يمثلون نخبة النخبة، تم اختيارهم من الطلاب الإماراتيين المتميزين، الذين نسعى من خلال تدريبهم لتنشئة جيل متمكن يمتلك الوعي بالتوجهات المستقبلية للدولة، والمعرفة بمنهجيات عمل الحكومة في التنمية والتطوير، وتأهيله وبناء قدراته وتمكينه بالأدوات العملية، ما يدعم الجهود الوطنية في الاستعداد للخمسين عاماً المقبلة، وصولا بدولة الإمارات إلى المراكز الأولى عالمياً.
وأضافت وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل أن المبادرة فرصة معرفية مهمة لطلاب المرحلة الثانوية، تفتح لهم آفاقاً جديدة يتعرفون من خلالها على رؤية دولة الإمارات والتوجهات والمشاريع والسياسات الحكومية، ويكتسبون خبرات ومعارف تضيف مهارات عملية إلى حصيلتهم الأكاديمية، يستفيدون منها في رسم مسارات حياتهم، وتحديد الخيارات التي تنعكس إيجاباً عليهم وعلى أسرهم ومجتمعهم ووطنهم.
وأشارت إلى أن المشاركين في البرنامج سيسهمون بتعميم ونقل المعرفة إلى زملائهم الطلاب حول منهجية العمل الحكومي والتوجهات المستقبلية لدولة الإمارات، من خلال مشاركتهم المعارف والخبرات والمهارات التي اكتسبوها في التدريب.
ويسعى البرنامج الذي يقدمه نخبة من خريجي برنامج قيادات حكومة الإمارات من الكوادر الوطنية في الجهات الحكومية، لتدريب الطلاب على آليات العمل الحكومي وتزويدهم بالمهارات اللازمة، من خلال ورش عمل تفاعلية “عن بعد”، يتدربون فيها على عدد من السيناريوهات المستقبلية وابتكار الحلول للتحديات.
ويعمل البرنامج التدريبي على توعية الطلاب ذوي المواهب المتميزة، بآليات عمل الحكومة، وتدريبهم على عدد من المهارات التي تساعدهم على فهم دور الحكومة في الارتقاء بالخدمات، وتوفير متطلبات الحياة الجيدة وتلبية تطلعات أفراد المجتمع، من خلال فهم الهيكل الحكومي، ومنهجية التطوير الهادفة لتشكيل المستقبل، والتعرف على دور الحكومة في إيجاد الحلول المبتكرة لمختلف التحديات، ورفع وعيهم بأهمية دور أفراد المجتمع الفعّال والإيجابي في صنع المستقبل، وضرورة التعلم المستمر والاستفادة من مختلف التجارب التي يمرون بها.
ويرتكز البرنامج على ستة محاور رئيسية تستهدف التعريف بالمبادرات الحكومية التي تنعكس إيجاباً على حياة الأفراد والمجتمع، ودورها في تطوير حلول استباقية تعزز جاهزيتها، حيث يركز المحور الأول “كيف تصنع الحكومة الرؤية المستقبلية” على الآليات التي تستخدمها الحكومة في الاستعداد للمستقبل عبر تطوير خطط استراتيجية ورؤى حكومية تسهم في تحقيق أهدافها.
ويشمل المحور الثاني “كيف تدار الحكومة” عدة مكونات أهمما الهيكل الحكومي من خلال التعريف بقيادات دولة الإمارات، والسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، ودور مجلس الوزراء في اعتماد أهم القرارات والتعريف بها، وإسناد المبادرات الاستراتيجية للجهات الحكومية على المستوى الاتحادي، إضافة إلى التعريف بدور المجالس التنفيذية لكل إمارة وآليات عملها المختلفة لتفعيل الرؤى الاستراتيجية الخاصة بالحكومات المحلية.
ويتناول المحور الثالث “التوجهات المختلفة للحكومة” المبادرات المبتكرة التي أطلقتها الحكومة على مدى السنوات الماضية، والتي تشمل إطلاق أول مسرعات حكومية على مستوى العالم لإيجاد حلول لأبرز التحديات خلال 100 يوم، ومختبرات الابتكار التي تركز على تنظيم ورش عمل تفاعلية مع نخبة من الخبراء وفرق العمل الحكومية للتوصّل إلى أفكار مبتكرة للتحديات التي تواجه الجهات الحكومية، إضافة إلى مختلف السياسات والاستراتيجيات التي أطلقتها الحكومة، وتشمل التعريف بـ”استراتيجية الإمارات لاستشراف المستقبل” التي تهدف لتطوير رؤية استباقية تعزز قدرات الدولة ومرونتها لمختلف التحديات المستقبلية.
ويتضمن المحور الرابع “كيف تقوم الحكومة بتطوير المبادرات” التعريف بأهم آليات إطلاق المبادرات الحكومية المختلفة، وجهودها في إشراك أفراد المجتمع تصميم هذه المبادرات بشكل مباشر، من خلال تنظيم ورش العمل التفاعلية التي يشارك فيها الأفراد من مختلف الشرائح العمرية، والموظفون من الجهات الحكومية على المستويين الاتحادي والمحلي ومؤسسات القطاع الخاص، لعرض هذه الأفكار على فرق العمل الحكومية في الفعاليات الكبرى مثل “الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات”.
ويركز محور “آليات متابعة عمل الحكومة”، على نظام متابعة الأداء الحكومي السنوي من خلال قياس مؤشرات الأداء ووضع مستهدفات لتحقيقها ضمن المؤشرات الوطنية، ومتابعة عمل الجهات الحكومية المختلفة عبر المجلس الوطني الاتحادي الذي يشكّل السلطة الرابعة في الدولة وتقديم المشورة وتمثيل أفراد المجتمع بعرض رؤاهم وتطلعاتهم على الحكومة.
ويستهدف المحور السادس “التحديات التي تواجهها الحكومة” إلى التعريف بأهم التحديات الحالية التي تعمل الحكومة على حلّها من خلال إطلاق المبادرات والبرامج والمشروعات المختلفة، والتحديات المستقبلية التي تستعد لها الدولة وتشكل أولوية قصوى لحكومة الإمارات.