يمثّل بناء القدرات والخبرات المستقبلية أولوية ومحوراً رئيسا في رؤية حكومة دولة الإمارات، التي أطلقت برنامجاً تدريبياً متخصصاً لتعزيز معرفة ووعي طلاب المرحلة الثانوية بآليات عمل الحكومة وتوجهاتها المستقبلية، بهدف بناء جيل جديد من القيادات القادرة على المشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية الشاملة والاستعداد للخمسين عاما المقبلة.
وهدف البرنامج التدريبي التفاعلي الذي نظمته وزارة التربية والتعليم بالشراكة مع برنامج قيادات حكومة الإمارات خلال فترة الإجازة الصيفية، لتوعية 100 طالب وطالبة تم اختيارهم من نخبة طلاب المرحلة الثانوية لتدريبهم على عدد من المهارات التي تساعدهم على فهم دور الحكومة وتوجهاتها وآليات عملها، وتمكينهم من التعرف على رؤية الدولة وأجندتها الحكومية ومنهجيتها في التطوير، لتهيئتهم للقيام بدور إيجابي في بناء وتشكيل ملامح مستقبل وطنهم وخدمة مجتمعهم في مختلف القطاعات والمجالات.
وعمل البرنامج، الذي قدمه نخبة من الكوادر والخبرات الإماراتية من خريجي ومنتسبي برنامج قيادات حكومة الإمارات من مختلف الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، على إعداد وتأهيل الطلاب وتزويدهم بالمهارات التي تؤهلهم لاختيار تخصصات في مختلف المجالات على أسس معرفية ورؤية واضحة تمكنهم من بناء مستقبلهم والمشاركة الفاعلة في مسيرة الدولة للاستعداد للخمسين، من خلال ورش عمل تفاعلية “عن بعد”، تدربوا فيها على عدد من السيناريوهات المستقبلية وابتكار الحلول للتحديات.
6 محاور للتعريف بمبادرات وتوجهات الحكومة
وركز البرنامج على توعية الطلاب من خلال ستة محاور رئيسية تستهدف التعريف بالمبادرات والبرامج الحكومية، وخطط الدولة في الاستعداد للمستقبل، وأهمية تطوير حلول استباقية تعزز تنافسية الدولة من خلال وضع مستهدفات استراتيجية مستقبلية ترفع كفاءتها، هي: محور “كيف تصنع الحكومة الرؤية المستقبلية”، ومحور “كيف تدار الحكومة”، و”التوجهات المختلفة للحكومة”، ومحور “كيف تقوم الحكومة بتطوير المبادرات”، ومحور “آليات متابعة عمل الحكومة”، إضافة إلى محور “التحديات التي تواجهها الحكومة”.
ياسر النقبي : تنشئة جيل جديد يبني خياراته وفق توجهات وتطلعات دولته المستقبلية
وأكد الدكتور ياسر النقبي مساعد المدير العام للقيادات والقدرات الحكومية في مكتب رئاسة مجلس الوزراء بوزارة شؤون مجلس الوزراء، أهمية تنشئة جيل جديد واعٍ بتوجهات وتطلعات دولته المستقبلية ليبني خياراته وفق تلك التوجهات، وتزويده بالمهارات اللازمة وتمكينه بالأدوات العلمية والعملية وتعريفه بمنهجيات العمل الحكومي التي تساعده على المشاركة في عملية التنمية والتطوير الشامل وتصميم المستقبل.
وقال النقبي إن البرنامج التدريبي ركز على تمكين نخبة الطلبة في المرحلة الثانوية وتعريفهم بمنهجيات العمل الحكومي، ودور حكومة دولة الإمارات في خدمة المجتمع وإطلاق مبادرات تنعكس إيجاباً على حياة الأفراد، ليضيفوا إلى حصيلتهم العلمية مهارات معرفية جديدة تساعدهم على تحديد اختياراتهم المستقبلية وفق توجهات دولتهم، بالاعتماد على خبرات ومهارات وتجارب الكوادر الوطنية من خريجي ومنتسبي برنامج قيادات حكومة الإمارات.
وأشاد الدكتور ياسر النقبي بجهود وزارة التربية والتعليم ودورها في توفير بيئة تعليمية حاضنة للأفكار الإبداعية ترتكز على أسس تعزيز الانتماء وتوعية الجيل الجديد برؤية وتوجهات حكومة دولة الإمارات وتعزيز قدراتهم بالأدوات والمهارات العلمية والعملية، مثمناً تعاون نخبة المدربين من خريجي ومنتسبي برنامج قيادات حكومة الإمارات، الذين سخروا وقتهم وجهدهم وخبراتهم ومهاراتهم التي اكتسبوها خلال عملهم في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في إعداد الطلاب وبناء قدراتهم للمستقبل، كما حث الطلاب على الاستفادة من مخرجات البرنامج التدريبي وما اكتسبوه من معارف في تحديد مساراتهم وتوجهاتهم المستقبلية لخدمة دولتهم ومجتمعهم.
آمنة الشامسي : إعداد الطلاب وتوجيههم ليكونوا قادة مؤثرين في المجالات التنموية
من جهتها، أكدت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة، أن الوزارة تعمل بشكل متواصل على إعداد منظومة من الأنشطة والبرامج التدريبية المتنوعة التي تستهدف الطلاب على مدار العام الدراسي وفي أوقات الإجازات، بهدف رفع مهارات الطلاب وصقلها وتوجيهها بما يتماشى مع الأولويات الوطنية للدولة ورؤيتها المستقبلية ليكونوا قادة ومؤثرين في مختلف المجالات التنموية الحيوية.
وقالت إن وزارة التربية والتعليم سعت من خلال هذا البرنامج والعديد من البرامج المماثلة لتنمية حس الابتكار لدى الطلاب باعتباره أحد أبرز موجهات العمل الحكومي في الدولة، والمحور الذي تراهن عليه الدولة لاستدامة ريادتها في مختلف المجالات، إذ تترجم الوزارة عبر برامجها المختلفة التوجهات المستقبلية لحكومة دولة الإمارات ليكون الطلاب على إطلاع مباشر على أبرز الأولويات الحكومية المستقبلية، ما يجب أن يتمتع به المورد البشري الإماراتي من كفاءات ومهارات تؤهله بجدارة للمساهمة الحقيقية في مستقبل العمل الحكومي بشكل متخصص.
المدربون : توسيع مدارك الطلبة وفتح آفاق مستقبلية جديدة لهم
في هذا السياق، أكد عدد من المدربين الذين شاركوا في تنفيذ البرنامج، أهميته في توسيع مدارك الطلبة، وفتح آفاق جديدة لهم من خلال تعريفهم بأهم مبادرات حكومة دولة الإمارات، وتوجهاتها المستقبلية، وبرامجها التي أطلقتها خلال السنوات الماضية لدعم هذه التوجهات، ما أسهم في رفع كفاءة العمل الحكومي، وتعزيز خطط الاستعداد للمستقبل.
الدكتورة طريفة الزعابي : تعريف الطلاب بعمل الحكومة وآليات صنع القرار
وأكدت الدكتورة طريفة الزعابي نائب مدير عام المركز الدولي للزراعة الملحية، أن البرنامج التدريبي يشكّل خطوة رئيسية في تمكين الطلاب وتأهيلهم للمشاركة الفاعلة في المسار التنموي للدولة، مشيرة إلى أن البرنامج تم إعداده ليقدم معلومات تشرح جهود حكومة دولة الإمارات وآليات عملها وهيكلها التنظيمي ومراحل صنع القرار بطريقة تفاعلية، ما يؤهل الطلاب المشاركين في اختيار التخصصات المستقبلية التي تسهم في تعزيز مكانة الدولة لتقود مسيرة التنمية المستدامة.
وقالت : لمسنا تفاعلاً نوعياً من الطلاب يعود إلى وعيهم واهتمامهم الكبير بالتعرف على آليات عمل حكومة دولة الإمارات، كما أنهم ركزوا على التعرف عن قرب على الهيكل الحكومي في الدولة على المستويين الاتحادي والمحلي، ومراحل تطور الخدمة في المؤسسات الحكومية، وشاركوا في تدريب ركز على تحديد التحديات الملحة ووضع الحلول المبتكرة لها، ومناقشتها مع زملائهم في الورش التدريبية وتطوير هذه الحلول بما يتناسب مع ضروريات المرحلة.
طه الحمري : تمكين الطلاب وتوعيتهم بالسياسات العامة للدولة
من جهته، أشار طه الحمري الرئيس التنفيذي للسعادة وجودة الحياة في هيئة كهرباء ومياه دبي، إلى أن البرنامج التدريبي يشكّل محوراً رئيسياً في رؤية حكومة دولة الإمارات، لتمكين الشباب وتوعيتهم بأبرز الاستراتيجيات الوطنية والسياسات العامة للدولة، وتعريفهم بمهام الحكومة ودور فرق العمل المختلفة في التخطيط للمستقبل وتعزيز انتمائهم، وإعطائهم الفرصة لمحاكاة هذا الدور من خلال ورش العمل التفاعلية لوضع الحلول الجديدة لأهم التحديات المحلية والعالمية.
وقال الحمري إن البرنامج أسهم في تأهيل وتدريب الطلاب بالمهارات اللازمة للمستقبل، والتطبيقات المختلفة في الحكومة مثل المسرعات الحكومية، ومنظومة التميز الحكومي، وغيرها من البرامج التي أسهمت في خلق جو من النقاش والتفاعل الإيجابي.
طلاب “النخبة” : التعرف على التخصصات المهمة لتعزيز مشاركتنا في مسيرة التنمية
وأكد عدد من الطلاب المشاركين في البرنامج التدريبي لبناء القدرات والخبرات بآليات العمل الحكومي أنهم تعرفوا عن قرب على مبادرات وبرامج حكومة دولة الإمارات، وجهود فرق العمل في إعداد خطط استراتيجية، ووضع رؤى مستقبلية تنعكس إيجاباً على حياة الأفراد وتعزز موقع دولة الإمارات عالميا، ما يمكنهم اختيار التخصصات التي تعدهم للمشاركة الفاعلة في مسيرة الاستعداد للمرحلة المقبلة.
خزينة الدرعي : تعرفنا على منهج عمل الحكومة في المرحلة الحالية والمستقبل
وقالت خزينة راشد الدرعي الطالبة في مسار النخبة من مدرسة الدانات للتعليم الاساسي والثانوي، إن البرنامج أسهم في تعريفنا بمعلومات مهمة عن منهج عمل حكومة دولة الإمارات، والمجالات التي تركز عليها في المرحلة الحالية والمستقبلية، وسبل استعدادها للخمسين عاماً المقبلة، وضرورة مواصلة التخطيط للمستقبل لرفع تنافسية الدولة.
وأضافت أن البرنامج تضمن عدة محاور أساسية تسهم في توسيع مدارك الطلاب وإعدادهم للمستقبل وتمكّنهم من اختيار تخصصهم الدراسي بسهولة، عبر تدريبهم على مهارات الابتكار وإيجاد الحلول لمختلف التحديات ومهارات العمل الحكومي، إضافة إلى التركيز على تقديم الخدمات التي تنعكس إيجاباً على أفراد المجتمع.
خلود النعيمي : البرنامج ساعدنا في التعرف على أولويات وآليات عمل الحكومة
من جهتها، قالت خلود سعيد داود النعيمي، الطالبة في مسار النخبة من مدرسة أم كلثوم للتعليم الثانوي إن البرنامج ساعد في تعريف المشاركين بأهم آليات العمل الحكومي والمنهجيات التي طورتها حكومة دولة الإمارات في متابعة المتغيرات العالمية، وتحديد
التوجهات المستقبلية، ما يسهم في إعداد الطلاب لاختيار التخصص الدراسي عبر الموازنة بين المهارات الشخصية والخطط الاستراتيجية للدولة.
وأكدت أن البرنامج يسهم في تعريف الطلاب بأهمية العمل الحكومي، والمبادرات والبرامج المختلفة التي يتم تطويرها على المستوى المحلي، وتأثير هذه المبادرات على المستوى العالمي، إضافة إلى الجهود النوعية التي تبذلها الدولة ومتابعة مؤشرات الأداء وضمان تحقيق المؤشرات الوطنية في القطاعات الحيوية.
زايد الشامسي : تعرفنا على الهيكل الحكومي وآليات توظيف مؤشرات الأداء
وأشار زايد حارب الشامسي الطالب في مسار النخبة من مدرسة الدهماء النموذجية للتعليم الثانوي إلى أن البرنامج التدريبي مكنه من التعرف على الهيكل الحكومي في دولة الإمارات، وخطط الدولة للاستعداد للمستقبل والخمسين عاما المقبلة، وآليات توظيف مؤشرات الأداء في قياس مستوى حكومة دولة الإمارات، وتطوير معايير تنافسية ترفع كفاءة العمل وتعزز تقدم المؤسسات الحكومية.
جاسم السويدي: تعرفنا على مراحل تطوير الحكومة منذ قيام الاتحاد
وقال يوسف جاسم السويدي الطالب في مسار النخبة من مدرسة الجودة للتعليم الثانوي، إن البرنامج التدريبي ساعد المشاركين على معرفة آليات عمل حكومة دولة الإمارات، ومراحل تطويرها منذ قيام الاتحاد، وأهم عوامل نجاح الدولة التي اهتمت بالتخطيط للمستقبل والاستعداد له عبر إعداد الكفاءات الوطنية والكوادر المؤهلة وتمكينها من قيادة المستقبل بهمة ونجاح.
جدير بالذكر أن حكومة دولة الإمارات أطلقت البرنامج التدريبي التفاعلي لتأهيل نخبة طلبة المرحلة الثانوية في الدولة على آليات العمل الحكومي وإعدادهم ليصبحوا قيادات المستقبل في مختلف المجالات الحيوية، وتمكينهم من فهم السياسات الحالية للدولة ورؤيتها المستقبلية، وتعزيز مشاركتهم الإيجابية في صنع المستقبل.