مصفوت.. وديان فسيحة وجبال شاهقة



‎من سعد المهري..
‎عجمان في 28 سبتمبر/ وام / تتميز مدينة مصفوت في إمارة عجمان بمنحدراتها الصخرية والجبال الشاهقة التي تحيط بها وتمتد من شمال شرق عمان عبر شرق الدولة وصولا إلى جنوب عمان مما يجعلها ملاذا رائعا للاسترخاء ومكانا منعشا للهروب من حرارة المدينة لتقضي خلالها العوائل والسياح وقتا ممتعا.
‎ومدينة مصفوت وجهة مفضلة لممارسة العديد من الأنشطة الرياضة في الهواء الطلق، وتشكل المناطق الريفية ذات الطبيعة الجبلية مكانا مثاليا للمشي وركوب الدراجات الهوائية في الجبال والتنزه واستكشاف الوديان الفسيحة والجبال الشاهقة مثل جبل دفتا، وجبل ليشن والجبل الأبيض وتتميز أيضا بأرضها الزراعية الخصبة ووفرة حجر الرخام فيها، ويساهم ارتفاعها عن سطح البحر في توفير مناخ أكثر برودة بالمقارنة مع المناطق الأخرى في إمارة عجمان.
‎وقال سعادة صالح محمد الجزيري، مدير عام دائرة التنمية السياحية بعجمان في تصرح لوكالة أنباء الامارات “وام”.. توفر مصفوت لزوارها تجربة ممتعة لا تنسى لما من خلال وسائل السياحة والمتعة .. مشيرا إلى أن دائرة التنمية السياحية في عجمان تحرص على جذب المزيد من السياح من خلال تنفيذ مشاريع فندقية متعددة وتنظيم فعاليات ثقافية وغيرها وذلك وفق توجيهات حكومة الإمارة لتعزيز مكانة عجمان ومصفوت والمنامة على خريطة السياحة العالمية وتسليط الضوء على المواقع السياحية البارزة التي تضمها الإمارة.
‎وأضاف إن الدائرة حاليا تحرص على تطوير مشروع متحف مصفوت الذي يجسد تاريخ ملحقة مصفوت العريقة ومزاياها الثقافية الغنية إضافة إلى السعي لإطلاق العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية بهدف زيادة الوعي بالمنتج السياحي الذي تقدمه الإمارة بما تضمه من مواقع تراثية فريدة وشواطئ خلابة ومحميات طبيعية وغيرها لتوثيق الهوية الوطنية والتعريف بالمواقع التراثية.
‎وتقع مدينة مصفوت بالقرب من حتا، على بعد 90 دقيقة بالسيارة من مدينة عجمان.. ومن أبرز معالمها الأثرية بوابة مصفوت الواقعة في جبال الحجر، وتعد البوابة الرئيسية للدخول إلى ملحقة مصفوت، التي تم بناؤها بتكليف من المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي في العام 1961، وتتكون البوابة من عمودين حجريين تصل بينهما لافتة تتضمن عبارات ترحيب بالزوار القادمين وعبارات توديع للمغادرين.
‎كما تضم قلعة مصفوت التي تقع على أعلى قمة جبلية بالمنطقة والتي يعود تاريخ بنائها إلى القرن التاسع عشر حيث كانت تمثل خط الدفاع الأول ضد قطاع الطرق لحماية العابرين ونقطة مراقبة لقوافل الركاب المتجهين نحو سلطنة عمان والمناطق المجاورة.
‎تم بناء القلعة من الحجارة والطين والخشب المحلي، وهي مكونة من حجرتين وبوابة واحدة.. وفي أواخر العام 1940، تم ترميم القلعة ذات الشكل البرجي بتوجيه من المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي.
‎وتقع القلعة عند الحافة الشمالية لمنطقة مصفوت على بعد 120 كيلومترا جنوب شرق مدينة عجمان.
‎وهناك مسجد “بن سلطان” الذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر ويعد جوهرة تاريخية مخفية في ملحقة مصفوت، وهو مبني من الصلصال والجص مع مظلة من أوراق سعف النخيل المحاكة مع بعضها البعض لتشكل سقف المسجد.
‎وفي مصفوت العديد من السدود التي حرصت الحكومة على إقامتها من أجل الحد من مياه السيول مثل سد وادي غلفا الذي بني عام 1985، بسعة خمسمائة ألف متر مكعب، وارتفاع عشرة أمتار، وكذلك سد وادي حذف، الذي بني في العام 1991، بسعة ثلاثة ملايين متر مكعب، وارتفاع 11 مترا.
‎وتشكل تلك السدود إنجازا مهما لحفظ المياه الجوفية في مصفوت التي تتميز بجمالها الساحر، حيث الجبال تحيطها من معظم الجهات اضافة الى كونها إحدى المناطق الزراعية التي تشتهر بنخيلها وأشجارها الخضراء.
‎وام/سعد المهري/عوض المختار/عبدالناصر منعم