نالت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة بنك الإمارات للطعام.. جائزة المرأة العربية في العمل الإنساني للعام 2020، وذلك عن حملة “10 ملايين وجبة”، أكبر حملة مجتمعية وطنية من نوعها لتقديم وجبات الطعام أو ما يعادلها من طرود غذائية وتموينية لدعم الأفراد المحتاجين والأسر المتعففة في مختلف أنحاء الإمارات، وتعزيز قيم التكافل والتراحم، حيث أطلقت سموها الحملة الأكبر من نوعها في المنطقة تحت مظلة مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، التعاون مع “صندوق التضامن المجتمعي ضد كوفيد-19″، في إبريل الماضي، بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، وذلك للمساهمة في التخفيف من معاناة الفئات والشرائح المجتمعية التي تعاني أكثر من غيرها في الأوضاع الاستثنائية الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد جائحة كوفيد-19 في مختلف أنحاء العالم، وما ترتب عليه من تداعيات اقتصادية وإنسانية واجتماعية، ونجحت الحملة في توزيع أكثر من 15 مليون وجبة خلال شهر واحد.
يذكر أن التكريم لجوائز المرأة العربية 2020 يتم برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وبالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وهي منظمة الأمم المتحدة المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
ويكلل تكريم سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم بمنحها جائزة شخصية العام الإنسانية، ضمن جوائز المرأة العربية، مسيرتها الممتدة لعقود من العطاء والعمل الخيري والإنساني والاجتماعي، وتمكين المرأة على مختلف المستويات؛ وخاصة في مجال تطوير المهارات والابتكار وريادة الأعمال وتعزيز نمط الحياة الصحية وتطوير الرياضة النسائية بمفهومها الشمولي الذي يعزز الصحة البدنية والذهنية وجودة الحياة. كما تحتفي جائزة المرأة العربية في العمل الإنساني أيضا بالدور الملهم لسمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم في دعم وإطلاق مبادرات كفالة الأيتام، ودعم أصحاب الهمم.
وتمثل الجائزة أيضا تقديرا للدور الريادي لسمو الشيخة هند بنت مكتوم على مدى الأعوام الثلاثة الماضية على رأس “بنك الإمارات للطعام”، أول منظومة إنسانية واجتماعية متكاملة من نوعها لإطعام الطعام في الإمارات، حيث عززت زخم مبادراته ووسعت إطارها، ونجح تحت قيادة سموها بإبرام عشرات الاتفاقيات مع المؤسسات الحكومية والخاصة والخيرية والإنسانية في الدولة لتوفير المساهمات العينية والدعم اللوجستي لتوزيع وجبات الطعام. وخلال العام 2019 وحده، جمع البنك أكثر من 13448 طنا من المواد الغذائية، تم توزيعها على مستحقيها.
وأعربت سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم عن اعتزازها بهذا التكريم مؤكدة بأن “صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو المساند والداعم لمختلف المبادرات الإنسانية التي تعزز مكانة دولة الإمارات لتكون منارة للعمل الخيري والإنساني وسباقة للارتقاء بواقع الإنسان والإنسانية في كل أنحاء المعمورة”.
وأكدت سموها أن “المرأة الإماراتية تشربت قيم التعاطف والعطاء من القيادة الإماراتية التي عودتنا دائما على أن نبادر في مد يد العون للمحتاج والمحروم والمساهمة النوعية في تحسين حياة الناس كجزء من بناء مجتمعات آمنة ومستقرة”.
ولفتت سمو الشيخة هند بنت مكتوم إلى أن المرأة الإماراتية اليوم تسجل حضورها النوعي في المجالات الأكاديمية والبحثية وتخصصات الاقتصاد وريادة الأعمال والابتكار والرياضة والإعلام والشأن العام، وتعزز دورها في مجال العمل المجتمعي، منوهة سموها باستراتيجية تمكين المرأة التي تعتمدها دولة الإمارات وتنفذها بكفاءة واقتدار بدعم وتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من أجل تحقيق التنمية المستدامة التي تشمل المجتمع بكافة فئاته وشرائحه.
وذكرت سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم أن “حملة 10 ملايين وجبة التي انطلقت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم محطة مضيئة يسجلها التاريخ للعمل الخيري والإنساني بدولة الإمارات، حيث صنعت أنبل صور التضامن المجتمعي في زمن جائحة كوفيد-19 وقدمت مثالا عالميا لكيفية تعاضد كافة فئات المجتمع في التصدي للأزمات وأسهمت في تصنيف دولة الإمارات في المركز الأول إقليميا وفي قائمة أفضل 10 دول عالميا في كفاءة الاستجابة لجائحة كوفيد-19.
من جانبه قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش: “جائزة المرأة العربية للعمل الإنساني تشكل تقديراً مستحقاً لسمو الشيخة هند بنت مكتوم عن دورها الريادي في دعم وتطوير ومأسسة العمل الخيري والإنساني، فالشيخة هند كما قال سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هي أقرب الناس للناس، ونهجها في العطاء ترسخ على مدى عقود، من خلال دعمها ورعايتها الكريمة للعديد من المشاريع والمبادرات والحملات الإنسانية والمجتمعية”.
وأضاف معاليه: “اختيار الشيخة هند كي تكون شخصية العام الإنسانية عن حملة 10 ملايين وجبة، يظهر حجم الأثر الكبير الذي أحدثته هذه الحملة الإنسانية الأضخم من نوعها في الدولة، والتي لامست حياة الناس إبان ذروة أزمة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، وسط الإغلاق شبه الكلي، موفرة شبكة أمان نفسي واجتماعي للآلاف من الأفراد المحتاجين والأسر المتعففة، في مبادرة عكست المنظومة القيمية لسموها التي كرست حياتها للعمل الإنساني الذي ينطلق من أهمية ترسيخ التعاضد المجتمعي وتعزيز روح التكامل والتعاون والتراحم عبر مختلف الفئات المجتمعية وتعميم ثقافة المشاركة”.
وأشار معاليه إلى أن سمو الشيخة هند بنت مكتوم تشكل نموذجا ملهما للمرأة الإماراتية العربية التي تؤمن بأن أي امرأة، من موقعها، لها دور فاعل في تمكين المجتمع من خلال بوابة المنح والعطاء.
إلى ذلك، صرح الدكتور معز دريد المدير الإقليمي بهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بالقول: “قيادة النساء تعد جوهرية لضمان فاعلية المبادرات والمشاريع الإنسانية وعدم إغفال من هم أحوج بالدعم والمساعدة في الاستجابة العالمية لتحديات كوفيد-19”.
وأضاف الدكتور دريد: “حملة 10 ملايين وجبة بقيادة سمو الشيخة هند بنت مكتوم تترجم تأثير القيادة النسائية في الإمارات”، مشيراً إلى أن “دولة الإمارات تلعب دوراً مهماً في دعم تطبيق الهدف الخامس من أجندة التنمية المستدامة للعام 2030، والمتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات”.
وركزت جوائز المرأة العربية 2020، التي تحتفي بالإنجازات الاستثنائية للمرأة العربية في مختلف الميادين، على إبراز النماذج النسوية العربية الملهمة في التصدي لتداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” التي انعكست تأثيراتها هذا العام على دول العالم كافة واستدعت إجراءات استثنائية ومبادرات سريعة لاحتوائها.
وأجمعت لجان تحكيم جوائز المرأة العربية على منح جائزة شخصية العام الإنسانية لسمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم، تقديرا للمبادرات والبرامج الإنسانية التي حفلت بها مسيرتها على مدى عقود، ولدورها القيادي في حملة “10 ملايين وجبة” التي نظمتها “مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” في شهر رمضان الماضي، بالتعاون مع “صندوق التضامن المجتمعي ضد كوفيد-19″، بهدف توفير الدعم الغذائي للأفراد والعائلات المحتاجين والفئات الأشد تأثرا بالتداعيات الاستثنائية التي فرضها وباء كورونا المستجد (كوفيد-19) على العالم.
وحققت حملة “10 ملايين وجبة”، التي أطلقتها سموها وأشرفت على عملياتها طوال شهر رمضان المبارك، مساهمات قياسية جعلت منها نموذجا على المستويين الإقليمي والدولي في سرعة الاستجابة للأزمات وبناء تضامن مجتمعي شامل مع الفئات الأكثر تعرضا لتداعياتها، فخلال ثلاثة أسابيع فقط من إطلاقها، تخطت الحملة المستهدف الرئيس الذي وضعته بتوفير 10 ملايين وجبة، حيث بلغت قيمة المساهمات أكثر من 15.3 ملايين وجبة، شارك في تقديمها أكثر من 180 ألف مساهم، ما بين أفراد ومؤسسات، يمثلون 116 جنسية. واستقطبت الحملة أكثر من 1500 متطوع ومتطوعة من مختلف مناطق الدولة ضمن شرائح عمرية امتدت من 18 وحتى 53 عاما.
وسجلت الحملة تضامنا مجتمعيا شاملا، مقدمة مثالا عالميا لكيفية تعاضد كافة فئات المجتمع في التصدي للأزمات، وأسهمت في تصنيف دولة الإمارات في المركز الأول إقليميا وفي قائمة أفضل 10 دول عالميا في كفاءة الاستجابة لجائحة كوفيد-19.
ونجحت حملة 10 ملايين وجبة تحت الإشراف المباشر لسمو الشيخة هند بنت مكتوم في إنتاج تفاعل مجتمعي مع أهدافها، حيث لبت المؤسسات الخيرية والإنسانية وشركات القطاع الخاص في الإمارات نداء الحملة بتقديم دعمها ومساهماتها إلى جانب مؤسسات الأفراد ورجال الأعمال. فقدمت مؤسسات العمل الخيري والاجتماعي مساهمات بقيمة 6.8 ملايين وجبة، وساهمت الشركات ورجال الأعمال بما يعادل 5.7 مليون وجبة.
إلى ذلك، استقبل الموقع الإلكتروني للحملة مساهمات لشراء وتوفير 1.4 مليون وجبة، وجاء ما قيمته 771 ألف وجبة عبر مساهمات الرسائل النصية القصيرة، كما سجل مركز الاتصال الخاص بالحملة مساهمات عينية فاقت قيمتها 726 ألف وجبة.
وشهدت الحملة تفاعلاً مليونياً من المجتمع الإماراتي من مختلف الجنسيات، حيث أشاد المتابعون للحملة والمشاركين فيها على منصات التواصل الاجتماعي بدعم سمو الشيخة هند بنت مكتوم وإداراتها للحملة التي حققت إجماعا وتضامنا جعلها الحملة الأكبر وطنيا من نوعها، وسط نشاط تفاعلي إنساني لافت في الفضاء الإلكتروني أسهم في إيصال رسالة الحملة لأكبر عدد من الناس والجهات، مع التأكيد على أهمية التبرع لضمان ألا ينام جائع أو محتاج في الإمارات.
ودعما لحملة “10 ملايين وجبة”، ولدت مبادرة “أطول صندوق تبرعات في العالم” التي جمعت خلال أسبوع واحد فقط قيمة 1.2 مليون وجبة قدمتها للحملة، بعد أن أضاءت مساهمات المتبرعين 1.2 مليون مصباح على برج خليفة كأطول منارة تضامن عالمي مع المتضررين من جائحة كوفيد-19 من على واجهة المبنى الأعلى في العالم.
وشاركت في الحملة شركات محلية وعالمية، واستقطب تغطيات إعلامية عالمية بمختلف اللغات الحية على وسائل الإعلام والمنصات الرقمية، خاصة مع لحظة إضاءة الواجهة الكاملة لبرج خليفة، الصرح العمراني الأطول في العالم بارتفاع 163 طابقا و828 مترا في رسالة دعم مجتمعي مضيئة جسد قيم التعاضد والتضامن الإنساني.
وتتعاون “جوائز المرأة العربية” في دورتها للعام الجاري مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، بغرض تسليط الضوء على التداعيات التي خلفتها جائحة “كوفيد-19″ على المجتمعات والتوعية بآثارها خاصة على المرأة في العالم العربي، إلى جانب الاحتفاء بإنجازات المرأة المتعلقة بالتعامل مع التحديات الناجمة عن التفشي العالمي لفيروس كورونا المستجد.
وغطت الجائزة هذا العام 17 فئة هي: العمل الإنساني، والتعليم، والفنون والآداب، وريادة الأعمال، والطب، والإعلام، والإعلام الجديد، والأزياء، والمصممة الشابة، والرياضة، والأعمال، والتمويل، والمسؤولية المؤسسية المجتمعية، والمواهب الشابة، وإنجاز العمر، والمرأة الملهمة، والتنويه الخاص.
وتستهدف الجائزة رفع الوعي العام بالإنجازات المهمة للمرأة العربية، وتقديم نماذج ملهمة تكون قدوة إيجابية يحتذى بها. ويركز حفل توزيع الجوائز هذا العام على الحلول التي ابتكرتها النساء في العالم العربي للتصدي لـ”كوفيد 19”.