أطلقت هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي تقرير “مدارس لكل الفصول” حول قطاع التعليم المدرسي الخاص في الإمارة، ضمن مبادرتها لإطلاق تقارير فصلية دورية تستهدف إتاحة المعلومات المتعلقة بهذا القطاع المهم، وتزويد المجتمع التعليمي والمعنيين بكل التحديثات حوله والتحليلات المنهجية التي تهم القائمين على العملية التعليمية خلال فصول الخريف والشتاء والربيع من كل عام دراسي، انطلاقاً من العناية الكبيرة التي توليها حكومة دبي للبيانات التي تشكل عماد التخطيط الدقيق للمستقبل، وعملاً بتوجيهات القيادة الرشيدة بالتعامل مع البيانات والمعلومات بأسلوب علمي يدعم توجهات التنمية ضمن مختلف القطاعات.
وأبرز التقرير استقطاب دبي 30 مدرسة خاصة جديدة في الفترة بين عامي 2017 و2019، كما أظهر ارتفاعاً في معدلات التحاق الطلبة بهذه المدارس بنسبة 14% خلال العام الدراسي الماضي، فيما سجلت معدلات التحاق الطلبة بالصفوف من الأول إلى الثاني عشر في المدارس الخاصة في دبي خلال العام الدراسي الحالي (2020-2021) تراجعاً محدوداً بنسبة 1.7% مقارنة بالعام الدراسي الماضي، وذلك مع تأثر القطاع بتداعيات الوضع الاستثنائي الراهن والذي طالت تداعياته مختلف القطاعات في شتى بلدان العالم.
وحول أهمية التقرير ومضمونه، قال الدكتور عبد الله الكرم، رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي: “لا شك أن العمل الإحصائي من أهم الأنشطة الداعمة لعملية التخطيط، ومع حرص الهيئة على مواصلة رصد المستجدات الحاصلة في قطاع التعليم، ومع ما تملكه من معلومات وافية حول كافة التطورات المتعلقة بالقطاع، رأينا أنه من الضروري تقديم تلك المعلومات والبيانات في صورة تقرير نضعه بين يدي المعنيين بالعملية التعليمية، وأقصد هنا على مستوى المدارس الخاصة في دبي، ليكون هذا التقرير معيناً للجميع على التخطيط الواعي للمستقبل استناداً إلى بيانات ومعلومات واقعية ودقيقة”.
وعن مستجدات قطاع التعليم المدرسي الخاص في دبي، قال: “التغييرات الحالية في المشهد العام للمدارس الخاصة في دبي تعكس المرونة التي تتسم بها منظومة التعليم المدرسي الخاص في الإمارة، وقدرتها على التكيف مع التحديات التي أوجدتها الظروف الاستثنائية التي اجتاحت العالم أجمع منذ مطلع العام 2020، إذ أظهرت المدارس الخاصة القائمة أو الجديدة في دبي حرصها على تلبية احتياجات الطلبة وأولياء الأمور سواء من فيما يتعلق بتوفير بيئة مدرسية آمنة وصحية لطلبتها، أو إتاحة خيارات متنوعة أمام أولياء الأمور تبعاً للنموذج التعليمي المفضل بالنسبة إليهم، في ضوء ما تتمتع به أغلب المدارس من المرونة الكافية للتعامل بكل كفاءة مع الموقف الراهن بكل متطلباته”.
وأكد الدكتور عبد الله الكرم أن البنية التحتية المتطورة التي استثمرت حكومة دبي في إرسائها على مدار سنوات طويلة أثبتت جدواها وأثرها الإيجابي الكبير، حيث مكّنت المقومات التقنية المتطورة التي تتمتع بها الإمارة من شبكات اتصالات وخدمات إنترنت عالية الكفاءة والسرعة، من التغلب على التحديات التي فرضتها الجائحة واتمام نموذج التعليم عن بعد دون أي معوقات، في حين حرصت أغلب المدارس الخاصة وبالتنسيق مع الهيئة وأولياء الأمور على إيجاد أفضل الحلول التي تضمن استمرار العملية التعليمية في بيئة آمنة تكفل سلامة الطلبة والطالبات في جميع الصفوف الدراسية.
وأعرب عن تقديره لكل من ساهم في سير العملية التعليمية بصورة منتظمة وآمنة خلال العام الدراسي الحالي سواء من القائمين على المدارس أو أولياء الأمور وقال: “ممتنون لجهود المجتمع التعليمي من القيادات المدرسية والمعلمين لتفانيهم في عملهم خلال الفترة الماضية، ولأولياء الأمور الذين وضعوا ثقتهم في مدارس دبي، ولطلبتنا الذين أظهروا قدراً كبيراً من المثابرة والتفاؤل بما هو قادم، الأمر الذي يعزز بدوره من الفرص المستقبلية لمنظومة المدارس الخاصة في دبي، ويحفزنا للعمل معاً من أجل منظومة مدرسية أكثر مرونة تواكب مكانة دبي كوجهة جاذبة تحظى بثقة مزودي الخدمات التعليمية والعائلات.”
وأورد التقرير أن إمارة دبي شهدت افتتاح 6 مدارس خاصة جديدة العام الدراسي الحالي وكان من بينها أول مدرسة صينية رسمية يتم تدشينها خارج الصين.
وبحسب تقرير “مدارس لكل الفصول: التغير والمرونة في قطاع التعليم الخاص بدبي” ضمن نسخة الخريف، فإن 53% من طلبة المدارس الخاصة بدبي ملتحقون حالياً بمدارس خاصة توفر التعليم الهجين لطلبتها – وهو خليط بين نموذجي التعلم عن بعد والتعلم وجهاً لوجه – مقابل 47% من الطلبة ملتحقين بمدارس خاصة تقدم نموذج التعلم عن بعد بنسبة 100%.
وأبرز التقرير جهود هيئة المعرفة في متابعة مدى التزام المدارس الخاصة في دبي بالإجراءات الاحترازية التي اعتمدتها حكومة دبي لإعادة فتح المدارس الخاصة في الإمارة، حيث قام فريق الالتزام وضبط المسؤوليات في الهيئة بحوالي 1150 زيارة مفاجئة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين، للتأكد من تطبيق الإجراءات الموصى بها من الجهات المعنية، في حين تتواصل الزيارات الميدانية من قبل الفريق لضمان أعلى مستويات السلامة للطلبة والطالبات في جميع الصفوف المدرسية.
من ناحية أخرى، أورد التقرير أن المنهاج البريطاني يتصدّر قائمة المناهج التعليمية الأكثر استقطاباً للطلبة بواقع 106 ألفاً و773 طالباً وطالبة، يليه المنهاج الهندي بواقع 73 ألفاً و990 طالباً وطالبة، ثم المنهاج الأمريكي بواقع 44 ألفاً و971 طالباً وطالبة.