أبوظبي في 19 أكتوبر / وام/ شدد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش على أن تجربة الامارات الناجحة تؤكد أن تحقيق التسامح و السلام في المجتمع وما يصاحب ذلك من تلاحم مجتمعي قوي ، ومنافع مهمة لجميع السكان و إرساء موقع مرموق بين أمم العالم أجمع إنما يتطلب توافر عوامل متعددة ، أهمها وجود قيادة حكيمة وشعب مسالم حريصين معا ، على تحقيق كل ما يرتبط بالتسامح والسلام من تقدم إنساني و اجتماعي و اقتصادي إضافة إلى وجود مؤسسات للتعليم والإعلام تؤدي دورها بنجاح وتشريعات ملائمة، تدعم تكاتف جميع الأفراد والأسر وجميع مؤسسات المجتمع، من أجل مكافحة التعصب والتطرف في إطار بيئة مجتمعية متكاملة تحث على احترام الآخر و التمسك بالقيم والمبادئ الإنسانية ، التي يشترك فيها جميع البشر في هذا العالم.
جاء ذلك خلال افتتاح معاليه منتدى التسامح الرابع الذي نظمته دار زايد للثقافة الإسلامية اليوم عبر منصاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، بعنوان ” الإمارات وطن التسامح والسلام” بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين المختصين في مجالات التسامح والتعايش والسلام من داخل الدولة وخارجها.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن منتدى التسامح الرابع، إنما يسعى إلى تسليط الضوء، على دور التسامح والتعايش والسلام، في مسيرة هذه الدولة الرائدة و أن يكون هذا الوطن دائما وبعون الله، قادرا على استيعاب جميع أفراده ومؤسساته، وجعلهم معا، قوة إيجابية، تجسد بالسلوك والإنجاز، حب الخير، وتقدم المجتمع والعالم، والحرص على تحقيق الأخوة الإنسانية، بين البشر في كل مكان.
و أشار معاليه إلى أن التسامح والسلام في الإمارات تجسيد حي، لتعاليم الإسلام الحنيف، وتعبير طبيعي عن الاعتزاز بالهوية الوطنية، والافتخار بعظمة تراثنا الخالد، وتاريخنا المجيد إضافة إلى كونه استجابة رائعة، للتحديات التي تواجه المجتمع والعالم وانعكاسا لموقع الدولة المرموق، الذي جعل منها، ملتقى مهما، لأصحاب الحضارات والثقافات الإنسانية، عبر الأزمنة والعصور.
و قال معاليه إن هذا المنتدى تأكيد على جميع هذه المبادئ و تعبير قوي عن اعتزازنا بالإرث الخالد الذي تركه فينا مؤسس الدولة المغفور له الوالد، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه ، وهو الذي أرسى دعائم النموذج المرموق للإمارات ، في التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية.. لقد كان الوالد زايد رحمه الله ، يؤكد لنا دائما ، أن الصفاء بين البشر ، والحوار والتواصل الإيجابي بينهم ، والسعي إلى تحقيق العدل، والمساواة ، وحقوق الإنسان للجميع هو طريق أكيد لتحقيق الخير والرخاء ، في المجتمع والعالم – إننا نحمد الله ، أن قادة الدولة الكرام ، يسيرون على نفس النهج ، ويدعمون بكل قوة ، رؤية القائد المؤسس ، لمكانة التسامح والسلام ، في تشكيل حاضر ومستقبل الوطن – إننا نعبر اليوم عن اعتزازنا البالغ بقيادتنا الحكيمة ، وقناعتها القوية بالدور المحوري ، للتسامح والأخوة الإنسانية ، في تحقيق التنمية الناجحة ، في المجتمع والوطن والعالم”.
واختتم معاليه كلمته بتوجيه دعوة للمشاركين والمتحدثين وقال : إنني أدعوكم اليوم في هذا المنتدى ، إلى التأكيد بكل قوة ، على أن حرصنا على التسامح والسلام ، إنما هو تجسيد لأصالة تاريخنا ، وعراقة هويتنا ، وحكمة قادتنا ، والقيم والمبادئ ، التي يحظى بها هذا الشعب المعطاء بل و تعبير عن ثقتنا الكاملة ، بموقعنا الرائد ، في المقدمة والطليعة بين دول العالم أجمع – وليكن ذلك كله ، رسالة قوية، من الإمارات إلى العالم ، عن الدور المهم للتسامح، في تحقيق السلام و التقدم ، والقضاء على ظواهر العنف والتشدد ، في كل مكان – ليكن ذلك كله ، مجالا لنشر النموذج الرائد ، في التسامح والأخوة الإنسانية ، لدولتنا الحبيبة ، في أنحاء العالم ، وقناة فعالة ، لتبادل الأفكار والخبرات المفيدة ، مع كافة الأمم والشعوب والمؤسسات ، في هذا العالم.
حضر المنتدى معالي الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع و معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الإماراتي وسعادة الدكتور محمد عتيق الفلاحي رئيس مجلس إدارة دار زايد للثقافة الاسلامية و سعادة الدكتور يوسف عبدالله العبيدلي مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير و سعادة محمد جلال الريسي المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات / وام / و سعادة سعيد محمد النظري مدير عام الهيئة الاتحادية للشباب و أعضاء مجلس ادارة دار زايد للثقافة الإسلامية و أصحاب المعالي و السعادة، و مدراء العموم في القطاع الاجتماعي في أبوظبي.
تناول المنتدى خمسة محاور و أدار الحديث خلاله الإعلامي محمد الكعبي وتحدث عن أبعاد التسامح و التعايش السلمي الفكرية و الفلسفية.
و أكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، أن أبوظبي تواصل مسيرتها النموذجية في غرس مفهوم وثقافة التسامح والتعايش بين شعوب العالم في مكان واحد، وسط بيئة مثالية آمنة، وتعزيز جودة الحياة الكريمة لجميع أفرادها من المواطنين والمقيمين.
وقال معاليه :” يأتي منتدى التسامح الرابع، امتدادا للجهود و القيم الإماراتية ومبادئ السلام والأثر العالمي الذي تم تحقيقه على أرض الواقع، عبر نشر روح التسامح بين مختلف الشعوب، وهو ما ساهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات خارجيا .. لقد قاد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- مسيرة النهضة والتنمية وفق أسس رصينة مبنية على قيم التسامح والتلاحم المجتمعي والترابط الأسري، حتى أصحبت أبوظبي تشكل نموذجا حضاريا و منارة للتسامح وقد خلد التاريخ اسمها في العديد من المواقف الدولية، إذ ارتبط اسم العاصمة بمساعيها الحثيثة نحو إحلال السلام والتآلف بين كافة الشعوب حول العالم “.
وأضاف : ” أصبحت أبوظبي نموذجا عالميا يحتذى في التلاحم المجتمعي بفضل القيادة الرشيدة و انعكس ذلك في تعزيز مبدأ التسامح وتخصيص عام يرمز لذلك إضافة إلى رفع جودة حياة المقيمين بشعورهم بالثقة و الأمان في أبوظبي و ممارسة طقوسهم الدينية ما يعود بالنفع على الجميع عبر تعزيز هذا المفهوم وتقوية الترابط المجتمعي بين الجميع.
من جانبه أكد معالي الدكتور حمدان المزروعي أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- يعتبر انموذجا في هذا العصر في التسامح و التعايش المشترك فالإرث الذي خلفه الشيخ زايد مع دور القيادة الرشيدة للإمارات انعكس على جميع مجالات الحياة في الامارات مؤكدا أن الإنسان المتسامح إنسان محبوب و منتج و متعاون.
و عن فلسفة التسامح و التعايش و السلام في الإمارات أشار سعادة الدكتور يوسف عبدالله العبيدلي مدير عام مركز جامع الشيخ زايد الكبير إلى شغف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – في التسامح و التعايش فقد كان حريصا على اكتشاف المناطق الأثرية و الحفاظ عليها .. وجاء تأسيس جامع الشيخ زايد الكبير ليكون منارة و صرحا يرمز إلى التعايش و التسامح و السلام.
و قال : ” لقد ساهمت قيادة دولة الامارات في وضع قواعد و أسس مفهوم التسامح و التعايش بين أكثر من 200 جنسية تقيم على أرض الامارات، وتمكنت من الحفاظ على الخطاب الديني بين مختلف الأديان “.
و حول عصر الفضاءات المفتوحة و دور الإعلام في تماسك ومتانة النسيج الوطني و صناعة السلم المحلي و العالمي أكد سعادة محمد جلال الريسي المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات / وام / أن هناك تحديا و دورا كبيرا و مهما يقوم به الإعلام في ترسيخ قيم التسامح و السلام .
وقال سعادته :” استطاع الاعلام الاماراتي أن يكون انموذجا في طرح المحتوى الإعلامي المناسب في مجال ترسيخ و تعزيز قيم التسامح و التعايش المشترك ” لافتا إلى أن إعلام الامارات يحاور اليوم أكثر من 200 جنسية و ديانة بطريقة تناسب الجميع و تحافظ على قيم التعايش والتلاقي والتواصل بين البشر مهما كانت إختلافاتهم”.
وتحدث سعادة سعيد محمد النظري مدير عام الهيئة الاتحادية للشباب عن حوار التعايش ودور الشباب في صناعة السلام وتعزيز ثقافة التسامح وقال : ” احتفلنا منذ عام بكوننا نملك أقوى جواز سفر في العالم ما يؤكد المعدن النفيس لشعب الامارات فكثير من شباب العالم يتمنى أن يحظى بالفرص المتاحة لشباب الامارات في التعليم والعمل و الفرص المتاحة لهم من قبل القيادة الرشيدة التي وضعت ثقتها فيهم”.
و أضاف أنه في ظل الجائحة العالمية التي يمر بها العالم اليوم يشارك شباب الامارات في وضع الخطط للأعوام الخمسين القادمة مسلحين بالقيم الاسلامية الاصيلة محبين للعلم والعمل باجتهاد “.
و عن أسس بناء جسور الثقة و السلام و العيش المشترك قال البروفيسور حامد تشوي أستاذ بجامعة ميونغجي بكوريا الجنوبية :” إذا نظرنا إلى محور الثقافة الاسلامية وأسسها فإننا نجد أسسها ترتكز على محورين أساسيين الأول هو القرآن الكريم والثاني هو سنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .. و على هذا الأساس تدور الثقافة الاسلامية فلقد جاء الاسلام ليحقق السلام في الأرض ويربط المجتمعات فيما بينها برابط المودة والتسامح بين أفرادها ومجتمعاتها ما يوفر الوئام في البلاد و الاستقرار للحياة الاجتماعية لذا فإن للسلام أهمية كبيرة في استقرار الأسرة وبه يستقر المجتمع الدولي اقتصاديا وسياسيا” .
من جانبها قالت الدكتورة نضال محمد الطنيجي المدير العام لدار زايد للثقافة الإسلامية إن تنظيم الدار للمنتدى للعام الرابع على التوالي تحت شعار “الإمارات وطن التسامح و السلام” يأتي انسجاما مع استراتيجية حكومة أبوظبي وجهودها الحثيثة لإرساء أسس “السلام الدولي” و تقديم العون الإنساني ودعم نهج سياسات التسامح و الانفتاح والتعايش الذي قامت عليه دولة الإمارات العربية المتحدة وفق رؤية سديدة من القيادة الرشيدة وتحقيقا لتطلعات دائرة تنمية المجتمع في بناء مجتمع متماسك مبني على التسامح واحترام الآخر.
و أوضحت أن منتدى التسامح الرابع لهذا العام يستهدف تعميق قيم التسامح والانفتاح لدى مختلف شرائح المجتمع، والاحتـرام المتبادل، وحفـظ الكرامـة الإنسـانية، وتأصيل التعايش والتسامح عند الشباب باعتبارهم أمناء قيم الثقافة الإماراتية بالشراكة بين دار زايد للثقافة الإسلامية والجهات المجتمعية ذات الصلة إضافة إلى إثراء قيم التسامح والتعايش المشترك عبر المنصات الإعلامية والرقمية المتنوعة من أجل تحقيق الألفة بيـن البشـر علـى تنــوع واختــلاف أديانهــم ومعتقداتهــم وثقافاتهــم ولغاتهــم، وذلك من خلال تناول “منتدى التسامح” قضايا حياتية مختلفة في مجالات عدة، ومرتكزات فكرية وفلسفية وإنسانية وثقافية وقانونية وإعلامية محليا وعالميا إبرازا لقيم التسامح والسلام في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وام/خاتون النويس/عماد العلي/عاصم الخولي